اشقى امرأة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

القائل ((( استوصوا بالنساء خيرا ...)))

والقائل ((( رفقا بالقوارير )))

صلوات ربي وسلامه عليه

ثم اما بعد


لما جعل الله عز وجل المرأة لباسا للرجل وجعله لها لباسا

خلق في كل منهما صفات تكمل بعضها بعضا

وكفل سبحانه ذلك بالرغم من التباين الرهيب بين صفات اصحاب الجنس الواحد

كفل ان تظل المعادلة قائمة وفاعلة اي (هن لباس لكم وانتم لباس لهن )

ان دل ذلك على شئ انما يدل على احتياج كل جنس للآخر بالضرورة

فالرجل بقوته الجسدية وصفاته الرجولية التي تهيئ له التفاعل المستمر مع المجتمع بجميع تحدياته

وتعينه للقيام بواجباته الاسرية والعامة تجاه مجتمعه يحتاج للمرأة التي تمثل له شقه اللين او شقه

الهادئ من عواصف الحياة وامواج المشقة والعنت التي يقابلها لتوفير احتياجاته واحتياجات

اسرته الصغيرة (بيته وعائلته ) والكبيرة (مجتمعه الذي هو لبنة فيه)

والمرأة الرقيقة الحانية الضعيفة مع كل ما تقدمه من حنو وشفقة وصبر على تربية ابنائها

ومتاعبهم فهي في امس الحاجة لرجل يهون عليها ذلك من ناحية وتشعر معه بالامان ويوفر لها

الحماية فهو يمثل لها شقها القوي الذي ينقص تكوينها الرقيق وصفاتها الحانية الامومية

والتي كانت مستكملة طيلة وجودها في بيت اهلها في صورة ابيها

لذلك لو لم تنتقل من بيته الى بيت زوجها اهون لها من ان تنتقل الى بيت فيه ذكر لا رجل

اقصد ذكر يحمل جينات الذكورة لا رجل يجمل صفات الرجولة

والمعنيان متباينان جد التباين

فإن هذه المرأة التي انتقلت من بيت ابيها الذي وفر لها الجانب الامني والسلام النفسي بكونه رجل

يحكم بيته ويقود سفينتها الى بر الطمئنينة اذا انتقلت الى بيت فيه ذكر لا يعلم عن معاني الرجولة

الا انه يصيح ويجعجع ... او يطالب بحاجاته الحيوانية الاصل ويغيب عنه الجانب الانساني في

كونه المكمل للمراة عاطفيا ووجدانيا وامنيا

او يكون ضعيف الشخصية بحيث يترك قيادة البيت للمرأة والتي تتحول وقتها لرجل فاقد اصلا

لصفاة الرجولة من حيث التكوين والارادة

ومهما كانت المرأة مسيطرة او تشعر بأنها لا رقيب عليها فإن ذلك لا يوفر لها ابدا السعادة

فكلما كانت كذلك كلما زادت شقاوتها وتفاقم بؤسها

فإن غاب دور الرجل في بيته من حيث الرقابة والحماية والتوفير الحنان الحازم

والحب المغلف بالغيرة

وهنا تكون هذه المرأة هي اشقى امرأة

فياليتها ما فارقت بيت ابيها وياليتها خلقت آن ذاك رجلا