غزوة احد عبر وعظات

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

واشهد ان لا اله الا الله صدق وعده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده

واشهد ان محمدا رسول الله من لزم خطاه فيا سعده ومن جافاه فيا بعده

اللهم صلي على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد

اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد

ثم اما بعد

حيا الله تلك الثلة المؤمنة من اخوات

فاضلات وبارك الله في جمعنا هذا وجعلنا ممن قيل

فيهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم

احبتي في الله لو كنا ندرس السيرة النبوية فلابد ان نعلم ان

دراستنا لها ليست لمجرد سرد وقائعها والتحسر على العزة

والمنعة اللتان لم ننعم بهما منذ زمن هؤلاء الابطال الاطهار

ومن تبعهم باحسان

لا انما يجب ان تكون دراستنا لها

لاستخراج الدرس والعبر منها فسيرته صلى الله

عليه وسلم هي النموذج الامثل لحياة المسلم بما يشمل دنياه

وآخرته ففي دراستها تعلم ما يصلح دنياه وآخرته

لذلك اليكم مقالا نستخرج فيه الدروس والعبر من غزوة احد بعنوان

احد دروس وعبر

اولا : أحد نصر لا هزيمة معركة فياضة بالعبر والعظات

أحداثها صفحات ناصعة، يتوارثها الأجيال بعد الأجيال، أنزل

الله فيها ستين آية في كتابه المبين، كان لها أثر عميق في

نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ظل يذكره إلى قبيل وفاته.

فهل اثرت فينا كما تأثر بها نبينا ؟؟

ثانيا : إن هذا الدين وصل إلينا بعد كفاح مرير من الصحابة ومن تبعهم بإحسان

ذاقوا فيه مرارة المصائب والمحن

فهذا أنس بن النضر يصاب في هذه الغزوة ببضع وثمانين

جرحا ثم مثل به بعدها فلم يعرفه أحد سوى أخته عرفته

ببنانه (اصبع الابهام)

وهذا حمزة ابن عبد المطلب

عم النبي

اسد الله

سيد الشهداء

حاز كل هذه الالقاب والاوسمة في هذه الغزوة فقد كان يهد

الصفوف هدا ويشرب سيفه من دماء المشركين شربا حتى

غدر به احد العبيد الارقاء الذي ما كان في المعركة الا

ليتربص بالاسد الثائر حمزة فإذا به ينال منه ويهوي الاسد

الثائر ويقع الجبل الاشم ويمثل بجسده وتبقر بطنه ويقتلع كبده

وتراه اخته فتصبر وتحتسب ولا تقول الا مايرضي ربها

ويراه ابن اخيه صلى الله عليه وسلم وهو بالنسبة له سندا قويا

وظهرا يستند اليه وحواريه القوي الامين فلله درك يا حمزه

ولله صبرك يا صفية والله يعصمك من الناس يا حبيبي يا

رسول الله

فماذا قدمنا لديننا؟؟

وللصحابة الكرام الذين حازو فضل الصُحبة والسبق

تقطعت منهم الأشلاء، وتمزقت الأجساد، وترمل

النساء قدموا أرواحهم فداءً لهذا الدين حتى وصل إلينا

كاملاً تاما غضا طريا فاقدروا لهم قدرهم واشكروا لهم سعيهم

وترضوا عنهم، فقد أحبهم ربهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

ثالثا : بالمعاصي تدور الدوائر

فقد فاضت أرواح في تلك الغزوة بسبب خطيئة

وخرج آدم من الجنة بمعصيته و((دخلت امرأة النار في هرة))

فعلينا ان نلزم الطاعة والعبودية

حتى يؤخذ بأيدينا في المضايق وتفرج الشدائد ولا تجعل

أعمالك جُندا عليك يزداد بها عدوك قوة عليك فنجاتك في

التزام قال الله وقال رسوله وهلاكك في اتباع حظ النفس

واتباع الهوى

رابعا: للحق جولة، وللباطل صولة والعاقبة للتقوى

فلا تيأس من إصلاح المجتمع ولا تقنط من هدايته

فقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى والجراح

حتى دخل الناس أفواجاً في دين الله

فهذا أبو سفيان في أُحُد يقود المشركين

وشعاره: "اعلُ هُبل" وفي فتح مكة يقول: "لا إله إلا الله"

وهذا وحشي يقتل حمزة ثم يُسلم ويقتل مُدعي النبوة

مسيلمة الكذاب

وهذا خالد بن الوليد يقود خيَّالة الكفر وقتِل على يديه فضلاء

الصحابة ولما شرح الله صدره للإسلام، أتى يبايع

النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله إني أشترط

أن تُغفَر زلتي، فقال: ((يا خالد، أما علمت أن الإسلام يهدم

ما قبله وأن التوبة تجُبُّ ما قبلها)) فكان خالد سيف الله

المسلول الذي فتح الله على يديه الامصار وهدى به الكبار

والصغار وادخل الله به دينه النجوع والقفار فاصلح الله به

اهل الديار

فاحذر على نفسك التقلب ((فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء))

واسأله دوماً دوام الثبات فكما قلب الله قلوب هؤلاء للهداية لما

وجد من طيب سجاياهم فقد يتقلب قلبك الى الغواية لما قد

يكن في قلبك من سوء النوايا والسجايا وأخيرا فإن العبد وإن

استغرق في العصيان فالتوبة تحط الأوزار وإن بلغت العنان

خامسا:لا تأمن المعصية من جانب المسرّة وحلاوة الفرح قد تختلط بمرارة الحزن

والصحابة الكرام رضي الله عنهم

فرحوا بالغنيمة ونزل الرماة لجمعها، فلحقتهم الهزيمة.

والدنيا لا تدوم على حال فكن صابراً على لأوائها

شاكراً لله في نعمائها

هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما

وافرقنا من بعده معصوما

ولا تجعل منا ولا بيننا شقيا ولا محروما

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

إنك ربنا سميع مجيب الدعوات

اللهم اغفر لمن مات من آبائنا وامهاتنا واصحاب الحقوق علينا

اللهم اغفر لهم مغفرة عاااااااااامة وارحمهم ياربنا انك انت الرحمن الرحيم

هذا واعوذ بالله وان اكون جسرا تمرون عليه الى الجنة ويهوى به في جهنم

ثم اعوذ بالله ان اذكركم به وانساه

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك